ما الذي يميز قصة ابو الدحداح؟

قصة أبو الدحداح تُعد واحدة من أروع القصص التي تُجسد معاني الإيثار والتضحية في الإسلام. فهو الصحابي الجليل الذي قدم أروع الأمثلة في حب الله ورسوله والإيثار من أجل الآخرة. أبو الدحداح، صاحب القلب المفعم بالإيمان والعطاء، خلدت سيرته صفحات التاريخ كرمزٍ للعطاء والبذل دون تردد.

نروي في هذا المقال قصة أبوالدحداح الصحابي الانصاري ربما قد تكون سمعت عنها وربما قصته تلك هي سبب شهرته وتخليدها في السيرة النبوية.


قصة ابو الدحداح

من هو أبو الدحداح؟

هو ثابت بن أبي الدحداح صحابي جليل، كان يطلق عليه أسم أبا الدحداح أو أبا الدحداحة ولم يتم معرفة الكثير عنه سوى أنه كان من الأنصار و يرجع نسبه إلى بني أنيف وأوفي بني العجلان من بلي حليف بني زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.

أشتهر بأنه ذو إيمان وسخاء كثير في الخير وله الكثير من المواقف التي تذكر مع الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أنه كان من السباقون للخير وله الكثير من المواقف التي تدل على صدق إيمانه حيث نروي في هنا اشهر قصة رويت عن ابي الدحداح مع الرسول صلى الله عليه.

قصة أبو الدحداح والبستان 

قصة أبو الدحداح رويت عن البخاري رحمه الله تدور القصة  خصومة وقعت بين صحابي ويتيم صغير حول نخله، ادعي اليتيم أن النخلة له والصحابي قال إن النخلة وتشاجرا على ذلك.
فرفع اليتيم شكواه إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأخبر الصحابي أن النخلة تعود له، بينما زعم اليتيم الملكية له.

بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُشاهد الخلاف بين اليتيم والصحابي حول نخلة، قال الصحابي بكل صدق: "والله ما كنت لأخذ نخلته، يا رسول الله!"، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: "إذًا لنخرج ونُعايِن."

خرج النبي صلى الله عليه وسلم، لم يعتمد على كلام أحد من الطرفين، بل خرج لفحص البستان والنخلة. فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكمه مبني على العدل والتواضع، مأخوذ من العدل الإلهي.

عند وصوله إلى المكان، وجد النخلة في بستان الصحابي واضحة. لكن هل يشفق علي اليتيم ويتجاوز حكم الله؟ بالطبع لا.

فقام بإعطاء النخلة للصحابي، فانهمرت دموع اليتيم على خديه. هنا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يجبر خاطره ويطيب قلب هذا اليتيم الصغير، لأنه لم يفهم الحقيقة.

لكن اليتيم كان يبكي حزنًا لفقدانه للنخلة التي ظن أنها تعود له.
فقال النبي للصحابي: أتعطيه هذه النخلة ولك بها عذق نخل في الجنة؟

أبى الصحابي في لحظة غضبه أن يتراجع عن ملكيته للنخلة.
ولكن ذلك المجلس كان هناك رجل يبحث عن فرصة كتلك، فقال أبو الدحداح: يارسول الله! لئن اشتريت هذه وأعطيتها هذا اليتيم ألي العذق في الجنة؟ قال: لك ذلك.

فلحق ابو الدحداح الصحابي وقال له اتبعني النخلة هذه ببستاني ذاك؟
قال ابيعها فلا خير في نخلة شُكيت فيها إلى النبي.
فنادي أهله أن اخرجوا فقد بعتها الله بعذق نخل في الجنة.
ويروي أيضاً أنها عندما سمعته يقول هذا فأخذت تخرج ما كان يأكله أولادها من افواههم.
تشير هذه القصص إلى سمو أخلاقه وتفانيه في الخيرات وتقديره للأمور.

مواقف أبو الدحداح في غزوة أحد

في يوم غزوة أحد أشيع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل فقال أبو الدحداح إلى جميع المسلمين "يا معشر الأنصار إلي إلي أن كان محمد قد قتل فإن الله حى لا يموت، فقاتلوا عن دينكم، وهذا ما حمس المسلمين كثيراً إلى القتال وأصبحوا يقاتلون بشجاعة وحماس شديد وهذا حتى أن واجه هو ومن معه كتيبة مليئة بالكفار وهجمت عليه هو ومن كانوا معه.

وفاة أبو الدحداح

في نهاية قصة ابو الدحداح نروي وقت خروج النبي صلى الله عليه وسلم في معركة أحد، التي كانت ابتلاءً شديداً للمؤمنين، وفيها كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وتعرض وجهه للجرح بأبي وأمي هو. عند نهاية المعركة، ذهب صلى الله عليه وسلم يفتش عن أصحابه ليتأكد من أحوالهم.

وجد صاحب العِذق، أبا الدحداح، مصاباً ومغطى بالدماء، فقام ورفعه ومسح الدم عن وجهه، ثم قال: "رحمك الله يا أبا الدحداح! كم من عذق مذلل الآن لـ أبي الدحداح في الجنة."

وأكد النووي أن العِذق هنا جاءت بكسر العين المهملة وهو الغضن من النخلة، وأما عن العذق بفتحها بفتحها فهو النخلة بكمالها وهي ليس مرادفاً لها، وهنا في قول الرسول صلى الله عليه وسلم “كم من عِذق معلق في الجنة لأبي الدحداح.
هذه المقالة تستند إلى التاريخ والتقاليد، والمصادر لم تتحقق بالكامل، لكن هذه هي قصة أبو الدحداح المعروفة عنه.

google-playkhamsatmostaqltradent