قصة النمرود مع سيدنا ابراهيم هي من أعظم قصص القران الكريم. هذا النمرود يقال انه من اربعة ملوك حكمت الارض. قصة هذا الملك الذي تجبر وزين له غروره ادعاء الالوهية ومنازعة رب العالمين رداء العظمة والكبرياء. كانت نهايته عبره لمن يعتبر عبر القرون الغابرة. خُلدت قصة النمرود في القرآن الي يومنا هذا. اسم النمرود لم يرد صراحة في القرآن الكريم, لكن من هذا النمرود الكافر؟ كيف حاجه سيدنا إبراهيم عليه السلام؟ وماهو موقف سيدنا إبراهيم عليه السلام؟.
من هو النمرود
اصل هذه الكلمة في المعجم العربي هي "نمرد" وهي تعني الذي طغي وتجبر وذكر ايضا في التوراة بنفس الاسم ارتبط ذكره بالطغيان. يروي أن النمرود هو أحد ملوك بابل في أرض العراق, واسمه هو النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح وفي روايات اخري أنه النمرود بن فالح بن عابر بن صالح بن ارفخشذ بن سام بن نوح. هذا عن النسب اما ما يذكره المفسرون والأخبار كما ذكر مجاهد, انه كان واحد من ملوك الارض الاربع, فقد ملك الدنيا أربعة ملوك كما ذكر في حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: مؤمنان وكافران فاما المؤمنان فهما: ذو القرنين وسليمان واما الكافران: النمرود وبختنصر وسيملكها خامس من أهل بيتي. روي ان هذا الملك حكم الأرض أربعمائة عام تجبر فيها وطغي حتي وصل به الغرور ان يضاهي نفسه بخالق الكون.
قصة سيدنا ابراهيم مع الملك النمرود
يروي القرآن القصة في مناظرة بين سيدنا إبراهيم عليه السلام وهذا الملك النمرود ملك بابل. المعروف عن ربنا الرحيم انه لا يعذب حتي يبعث رسول ينذر ويدعو الي سبيله. اتاه الله تعالى القوه حتي اصبح من الطغاة وادعي الربوبية. لذا كانت الحجة من سيدنا ابرهيم عليه السلام علي النمرود, فما كان من الخليل عليه السلام الا أن دعا النمرود لعبادة الله الواحد لكن جهله وطغيانه وغره طول الامل فانكر وجود الخالق. بل ادعي الألوهية في هذا الجمع من الناس قال له سيدنا إبراهيم عليه السلام ربي الذي يحي ويميت فبكل جهل رد النمرود: انا احي وأميت فأمر النمرود برجلين قد قضي عليهم القتل, فقتل واحد وعفي عن الاخر وقال ها أنا احييت هذا وأمت ذاك. وخرج بجهله عن مقام نقاشه تضليل وانقطاع للحقيقة كان المراد بالحجة إحياء المخلوقات وموتها, والامر الذي لم يفهمه كثير من النّاس المجتمعين واختلط عليهم الامر من بطلان. لذلك جاء سيدنا ابراهيم عليه السلام بدليل اخر قاطع يتحدى ويبطل ما ادعاه ملك بابل النمرود. قال سيدنا إبراهيم عليه السّلام: إن هذه الشمس مسخرة بأمر ربى وهو خالقها وقاهرها وهو الذي لا اله الا هو خلق كل شئ فإن كنت كما زعمت انك تحي وتميت, فأت بهذه الشمس من المغرب فالذي له القدرة علي الحياة والموت لا يغلبه ولا يمنعه شئ. سكت النمروذ ولم يستطع الكلام فقال له سيدنا ابراهيم عليه السلام لقد علمت انك لا تقدر علي شئ بل اعجز من ان تخلق بعوضة. لم يبق للنمرود كلام يجيب به علي سيدنا ابراهيم عليه السلام سوي الخذلان امام قومه ولكن هل اعتبر او رجع عن الضلال فالله لا يهدي القوم الظالمين.
قال الله تعالى عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يحيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [سورة البقرة: الآية-258].
كيف كان عقاب الله للنمرود
يروي السدي ان المناظرة كانت يوم خرج سيدنا ابراهيم عليه السلام من النار, يقول زيد بن اسلم: ان النمرود كان له طعام والناس يأتون اليه للميرة, فجاء ابراهيم في جملة من جاء للميرة فكانت المناظره. وروي زيد بن اسلم: ان الله بعث للنمرود ملكا, يدعوه للايمان بالله ويأمره به فاعرض النمرود, فدعاه الملك ثانية فأبي, ثم الثالثة فأبي وقال له اجمع جيشك, واجمع جيشي ففعل النمرود وجمع جنده وجيشه وقت طلوع الشمس. حدثت معجزة ﺃﻥ ارسل الجبار عليهم البعوض ومن كثرته حجب عنهم الشمس, فهلك جيش الظالم وتركهم البعوض عظاما.
فكان عقاب النمرود من الله ان بعوضة دخلت الي انفه فاستقرت في راسه اربعمائة سنة كفترة ملكه. عذابا له من شدة العذاب والمذلة كان يضرب رأسه ضربا شديدا بالمطارق كلما تحركت البعوضة في رأسه وصل به الامر ان جعل خدمه يضربونه علي رأسه لتخفيف الالم الذي كان يعاني الي أن هلك ملك بابل ببعوضة. تلك احدي جند الله وما يعلم جنود ربك الا هو.
حقيقة قصة هلاك النمرود
هذه هي قصّة ملك بابل النّمرود بن كنعان مع سيدنا إبراهيم عليه السلام وكما ذُكر انه احد الملوك الاربعة الذين ملكوا الارض وتحدّث عنها القرآن. اما قصة هلاك النمرود فهي لم تثبت في السنة عن نبي الله محمد صلوات الله وسلامه عليه. قصة هلاك الملك النمرود مأخوذه من أهل الكتاب هذه هي قصة ملك بابل النمرود.